الثلاثاء، أكتوبر 18، 2005

ماذا بقـــي ؟



للهفتها كانت تتراقص ألحاظها في فضاء عينيه ، تتلفت أملاً في ابتسامة من شفتيه ، كم غالبها مفتاح قلبها على أن اتركيه ، فهو الساحر الذي يريد قلب كيانك وسحق روحك التي هي ملكك وبعدها لن تستطيعي الوقوف أمام تيار كيانه فضلاً عن لسانه ، جعلت تأخذ من هدأة الليل الكثير لتنقش وترسم ماهدفها وكيف الوصول اليه وهل هو ماتريد، واستعارت لتكون أمام واقع صحيح ما تعاقب من حوادث على أخريات وكيف زج الهوى بهن في مهاوي لاتعرف أين ستكون نهايتها وفي أي طريق ستسلك بها ، حاولت وفرشت لها حدقات عينين جديدتين لعل يكون النظر أدق وأقرب الى الصواب ، ويممت وجهها الذي تتراقص على جنباته خصلات شعرها الاسود ليشكل الشمس حينما تشرق وتبدو أشعتها وكأنها وشاح يجمل أطرافها، وجعلت تنظر من شرفتها في أفق يخبأ لها شيء لاتدريه ولا تعرف تاليه ، وكل ماتعرفه أنها وقعت في جنة ليست هي من الدنيا ولا دخل لها فيها وليست قادرة على الخروج منها ، تلك الجنة التي لم تذق طعمها ولم تستعذب ماءها الى الان الا بالنظر الذي أعمى عينيها فلا ترى سواها ، وكلما أخذها الوجد شعرت بحسرة ولوعة وتذهب بها الهواجس أن وجودها عبث وبقاءها من دون محبوبها كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءاً، اتجهت برأسها الى السماء وكأن شيئاً يهاتفها من فوق ويقول لها ليلى ...هل من رجعة الى الوراء ..الى كلمة سمعتها من المدرسة التي تحبينها أكثر من أي شيء فتذكرت
وعيناها بدأتا في الامتلاء بالدموع .... هل تذكرين ياليلى تلك الكلمات التي ترددينها بين صديقاتك بأنك لست ممن
تتأثر بنظرة شاب يمر عليها وتذكرت أيضاً الحديث الذي كانت تردده ( النظرة سهم من سهام ابليس )ولكن تحس من داخلها أن نظرتها لادخل لها فيها فتعود لتتغلب على نوازع روحها المثقلة بشيء جديد عليها لتقول .. لماذا نظرت ياليلى ... ... استلقت على سريرها وانهمرت عيناها دموعاً وبللت خديها الورديين واحمرت وجنتيها ...

الى أين منتهى هذه النفس الضعيفة التي تتجاذبها الاهواء ، الحب سلطان أقوى من كل سلاطين الدنيا وأدهى من كل الجبارين ، والجمال عبارة عن صرح ضخم جميل تستلطفه الانظار وتستهويه الارواح ، وتلتذ به ولكن..؟

كل ذلك الى أين وهل هذه الهبات جاءت منتثرة في فضاء الارواح أم أن لها قانوناً يحكمها ويدير دفتها ...هنا بدأ دور العقل في ذاكرة ليلى ... لتقول أين أنت ياعقل...؟

لقد كنت أبحثُ عنك فلم أجدك ؟
فأجابها العقل وهو لازال لايلبث أن يستقر .. لقد طلبت العاطفة ياليلى ونسيتنى
ولم تسمحي لي بالنزول على مسرح روحك فقد سيطر نظرك على كل وجودك فصرت كالكفيفة

ماذا بقي ليلى ؟
غير المرايا متعبات
يحملن أصابعاً هن احتراق
ينزفنَ قافية الحبِ المدمى
ويستقبلن أوصاب الفراق
ماذا بقي ليلى؟
وحاجبُ القلب هوى
وانكفأ القلب انعتاق
لاترم سوسنكِ المنقش
خوفاً يجرُ غوائلاً
من مارد الحبِ
ويرميكِ صاليةَ الجحيم مهاوياً
ماالحبُ الا مسلك الوجع الذي لايُستلذُ ولايطاق
العقلُ اني مبهمٌ
في عالم العُشاقِ لا ألقى رفاق
مستهضمٌ ومُغربٌ في الفارغات وفي الزقاق
عبثاً أفتشُ الارجاءَمَنْ يطلبني
وليلى ناسيةً اسمي

ليلى استفيقي
انك الآن على شفا الموتِ
وفي مدرجة الشيطان خيمتِ
وماعدتِ ترين الحرف حرفاً
أو ترينَ الليل ليلاً
و على أُحبولةِ الحب للبلوى مشيتِ
وبنار الشوق والنزف
أراكِ قد تسممتِ
أديري طرفك ِالغافي
فان الدرب أُخراه اعتصارٌ وفراق

عودي لساريةِ العفافِ
وأوقدي شُعلاً من ضوء خافِتها
لتعكس هدي طريقها
زهراءُ جل جلالها
لونٌ تناغمَ بالهدى
يتنفس الايمان معنىً واشتياق
أنت التحدي صارخاً
والمدُ اذ يردفُ جزراً
والخطى تبقى
على مسرحها مع النور اعتناق

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

شاعرنا .. علي خليل

الخاطرة مع القصيدة شيء واقع وملموس
في حياتنا العامة
وقالب القصيدة جداً جميل بهيئته التكوينية والابداعية والتناسقية
.................
دمت مبدعاً وموفقاً

بن سليم

المغرب