الاثنين، يناير 30، 2012

تأملات لخيارين للأزمة

مقالي اليوم (تأملات لخيارين للأزمة)

تمر الساحة الآن بمنعطف لايبعد عن مجموعة مسارات تقود الى إحدى نهايتين حسب حراك المعارضة في قبال استمرار السلطة بالقمع ووسائل المنع المتعارف عليها في الدول الاستبدادية ، ومما أثبته تقرير تقصي الحقائق وشهادات منظمات حقوق الانسان من أن القوة الخاصة في وزارة الداخلية مع مساعدة جيش البحرين النظامى ساهما في خلق حالة محاكم التفتيش المعلنة في الشوارع والقرى والتعدي على مالم يكن متعدى عليه كالمساجد بحجج واهية سقطت أمام الرأي العالمي.
نحن الآن أمام سيناريوهات أقل مايقال عنها أنها مرحلة حرجة وبإتجاهات متعددة، ففي الوقت التي تحاول السلطة تقوية جهازها الأمني وبث عوامل الطمأنينة فيه اعلاميا وماديا يظهر قبال تصعيد الشيخ قاسم بسحق من يتعدى على الحرمات مما أدى الى توراد أنباء عن تقديم طلبات بإجازات وتقاعد لمنتسبي وزارة الداخلية ورفض الوزارة لهذه الطلبات ينم عن تزايد الخوف من المزيد من الاضطراب وانعدام السلم الاقتصادي والتراجع الملحوظ في الاسهم وسندات البحرين ، تزامنا مع تقرير الأمم المتحدة بتراجع البحرين في الرتب الأخيرة في الحرية والشفافية .
كل هذا الحراك المتسارع يقود الى نهايتين حتميتين فهو إما يؤدي الى نهاية التسليم بمطالب المعارضة السياسية المتمثلة في الجمعيات الخمس والتي تبنت وثيقة المنامة فبالتالي تكون هذه الوثيقة هي قارب النجاة للنظام بالاحتفاظ بوجاهته السياسية والسيادية محليا ودوليا وهذا بالتأكيد يستتبعه عزل رئيس الوزاء الحالي وتكوين حكومة منتخبة مع سلطاتها الثلاث المستقلة.
وإما أن يسير النظام في ممارسة لعبة الندية وكسر العظم التي أثبتت أيام السلامة الوطنية ومابعدها بأنها غير مجدية ولا تشكل منعطفا لإنقاذ النظام من ورطته ، وخصوصا أن المعارضة تحضى بتأكيد شعبي ودولي من فعاليات متعددة منها الحقوقية ومنها منظمات اعلامية ولها حضور بارز في دول عربية مثل العراق ومصر وتونس والعراق وتم تأسيس مجالس لمتابعة الانتهاكات من داخل وخارج البحرين ، كل هذه الترسانة التعبوية للمعارضة تحضى بالجانب التشريعي الحقوقي المتعارف عليه عالميا بعكس تحركات النظام في البحرين بتحريك شركات ومكاتب العلاقات العامة ودفع الاموال الطائلة من أجل ممارسة التزوير لكي تحصل على دعم ولو بمقال أو موقف لأي شخصية كانت ساقطة كانت أو معروفة.

المحصلة هي أن النظام كل اعتماده على القمعة الأمنية المتواصلة ووقف زحف الجماهير نحو الشارع للمطالبة بحقوقها ، لايملك أكثر من ذلك ودعم العربية السعودية ماديا والتي لم تستطع للآن أن تحقق ولو جزءا من أهدافها من كسر إرادة الشعب التي ادعت أن الشيعة يريدون إسقاط النظام بالإتفاق مع إيران ماهو إلا مؤشر على فشل هذا الخيار الذي تجاوزته شعوب المنطقة من خلال تغيير واقعها نحو مزيد من الاصرار وتقديم القرابين على مذبح الحقوق الشرعية الانسانية التي لايختلف عليها اثنان منى أدنى الأرض الى أقصاها.
وأما ماتتمسك به السلطة من إدعائها على تطبيق توصيات السيد بسيوني وإنهائها للملفات المتعلقة به وإعلانها للمصالحة الوطنية في إطار حوار التوافق الوطني فهي للآن لم تقم بتغير واحد بالمئة مما ثبت تجاوزه في العقوبات على الموظفين أو مسار المحاكمات التي تمت تحت وطأة التعذيب والإكراه ومن دون وجود محامين بالإضافة الى عمليات القتل المتعمد للمعتقلين ومحاكمة المتسببين بذلك وكل ماتم تفعيله هو حبر على ورق لذر الرماد في العيون وإسكات المنظمات الدولية والرأى الحقوقي العالمي.

للحديث بقية حول حراك الموالاة وضعف امكانياته في التأثير على الحركة المطلبية (الثورة)

الجمعة، أغسطس 19، 2011

حسين الامير ... وداعا


هل أنت مسافرٌ الأن
ولمَ استعجلتَ الرحيلا
مآذننا شبعت نعياً
ووجه الموتِ أطبق ملتقانا
فاصبر واهدأ قليلا
ألا ترى لهفة الروح
وسوسنة العمر استزادت ذبولا
تمنتكَ أن تبقى
تداوي جراح قيس ٍ
فأنت له الهادي الرسولا
وتعزف بعض ألحانٍ
تخفف بعض حزن ٍ وذهولا
لماذا الطيبون الى رحيل ٍ
وكل أحلامنا رهن اعتقال ٍ
وبوح الحب أضحى مستحيلا

الخميس، أغسطس 11، 2011

ربيع أوال


الحبُ أورقَ في مزامير ِ الوطن
سحرٌ يُمزقُ الصمت
كأنه الربيع
يداعبُ الدمَ الأحمر
كطفلٍ أغرقه العطش
نحو ثديِ حليبه كي يرتوي
مِزقٌ تركَتكِ أمكنتي
صبغت بليلك لونكِ الأحمر
لكنها استعادت حلو ماضيها
ليعود مجدكِ أبيضاً
ليعود حلمكِ أخضراً
ولو استزدتِ دمائنا
لتكون عزتكِ سكن
وترف في كل الدُنا
راياتك الفيحاء تُسقطُ قاتليك
ماكلُ من ادعى الحب أصبح عاشقاً
العشقُ أن اُلغي اصطفاف عقيدتي
العشقُ أن أسمو على وجع الأنا
بأبي أيا بحرين
لا أبي لك كفؤٌ ولا أنا .

السبت، يونيو 07، 2008

ريشتها


لما استدرات تنقش الحزن رخيا
يدها الميساء لاتعرف شيا
عينها اطلالةٌ ليلية ٌ
في ارتخاء النجم ترتد مليا
مازجت ألوانها لهو صباها
ثرة الروح لتحيا
مالديها خلته يوماً لديا
هي ليست كالصبايا غارقات
ترسم الخطة حتى في السكات
وترى الدنيا بريئة
ان تعدينا الخطيئة
وحريٌ أن ترى ريشتها الحب شهيا
حين تغفو مثلما الزهر نديا
تتحوى
تتأجح
في نوادي السحر تمرح
ثم لاتبرح تنزح
في قصاصات يداها تتفيا



الجمعة، يونيو 06، 2008



لطالما استفزني نهمي

وأوردني النار السلفى

النار لكفري حين تعشق قلبي طيفك

وأشعل في سحبي مطر النشوة

لو تدرين بوخز الأه على سكري

كلي منفصلٌ عن أجزائي

بعضي منكفيءٌ في كلي

لاتعرف أضدادي الاشياء

ولماذا هذا السُكرُ ؟

لكل شوارد ذهني تنقدح الاسماء

للدنيا سقمٌ لا ينفذ من وجعي

كم سامرني ؟

كم ضاجع انفاسي زمناً ؟

صرنا لانعرف غير سوانا

نستبق الدمع على بلا أنباء .

الثلاثاء، يونيو 03، 2008

في ذكرى النكية


ليس غريباً على المثقفين الذين انتفخت عقولهم بعوالم "الاثنولوجيا" حين يحاولون في كتاباتهم أن يتعرفوا على الحضارات الاخرى ويحللو كيفية انتقال الحياة المتجددة لديهم وكيف مارسوا أدواراً عديدة حتى وصلو الى ماهو عليه الآن ويسقطوها على واقع معين ، في زمن آخر ، بأدوات أخرى ، والغريب أن بعضهم يصل الى درجة الاستعلاء في الفهم الحضاري ولذلك يلجأون الى بعض الشواهد الابستمولوجية في شرح بعض الظواهر المتعلقة بأصل هذا الواقع ومدى تأثيره على المجتمع .
ووصل بالبعض الى حالة الاحباط في معالجة الوقائع والاحداث السياسية بشكل خاص ، خصوصاً الى الذين صارو يدعون الى التخلي المطلق عن مبدأ القوة والبناء على مبدأ الحوار أولاً وأخيراً والى آخر نفس ، وكأنهم تناسوا كثيراً أن الانسان أحياناً لابد له من أن يكون قوياً وأن يكون محصناً من الاعداء والدخلاء على الهوية والتأريخ والتقاليد .
ان الدعوات "المتهرئة " التي تنفخ بالونات " التراجع والهدوء" أمام مخططات الاعداء الواقعيين والاعداء المفترضين في الواقع السياسي العربي ، انما هم يكرسون للمزيد من الفكر " السفسطائي" الذي ليس له وجود في الخارج وهم يتقمصون دور الانسان الاول الذي يفترض أن لايكون محشواً بالتفخيخ والعداء للآخر ، ثم يُرجعون الاسباب أحياناً للجهل الذي رافق الانسان البدائي مروراً بالاديان التي كرست لمباديء القتل والشر في المجتمع .
ان دعوة بعض " المتثاقفين العرب " وخصوصاً من يعيشون خارج الوطن ، كثيراً مايغردون خارج السرب حينما يريدون من الشعوب المضطهدة والتي أنهكها الاحتلال والاستعمار أن يجنحو للسلم والتراخي أمام ضربات المحتل والغاصب ويصورون الامر على انه "نهاية التاريخ" كما قال فوكوياما وأن الارادة العربية ليست بقادرة على الدخول في "مناورات " أو "مكابدات" مادامت لاتملك القدرة العسكرية التي تؤهلها لردع المحتل أو ايقاف طموحاته التوسعية على الاقل ، وأن أي محاولة لكسر أسنان هذا الوحش الهائج نوع من "اليوتوبيا" التي لايمكن أن تعود على صاحبها الا بالوهم والخسارة .
في ذكرى النكبة التي مر عليها 60 عاماً ، دخل المعكسر العربي المقاوم في عدة حروب واستطاع أن يحشد الشعوب العربية مع تعاون السلطات العربية الحاكمة والتي "بليت" بلاءاً حسناً في فترة من الزمن ، وحتى بعد النكسة التي حدثت للجيوش العربية في حزيران 1967 ، تلك التي حدثت لعدة اسباب ليس وارد ذكرها الان ، دخل العرب في معاهدات بدأت جديتها في اتفاق كامب ديفيد وتلاها بمبادرات وتنازلات ، اعقبتها انتفاضتين كانتا نتيجة الشعور بالذل وتراجع الدور الحواري والتفاوضي لتبدأ حركة الشعب والمقاومة من أجل تغيير مسارات التفاوض "ان كان هناك شريك يذكر" وبمجرد بدأت لغة " العقل والروية " تتفشى وتنتشر في زوايا الصحافة العربية ، استقوى العدو أكثر فأكثر لأنه تأكد أن وجوده " اللاشرعي " في بلد آمن اصبح ضرورة وحقيقة بسبب قوته وسلاحه النووي ، بينما يرى المواطن العربي والفلسطيني خصوصاً أن هناك الكثير من الخيارات التي تؤثر على وجود المحتل وأن تعاون السلطات العربية مع الحركات المقاومة هو نوع من التكامل والتوزان الذي يشكل " هماً ومنغصاً " لوجود المحتل في أرض ليست له .
المثقفون الجالسون في حانات الفودكا والمعتاشين على اموال ربما تكون أقرب الى جهات تدعمها سفارات ومنظمات تمول هذا النوع من الفكر وتشجع على تغلغل هذه الافكار في الوسط العربي ، خصوصاً انه يؤثر في التيارات التحررية التي لاترى الاوطان غير " أكلة" تشبعها وتعيش بها ولكنها ليست مستعدة أن تضحي من أجلها وهذا يمثل خطورة على تنامي الشعور بعدم الانتماء للوطن .
دعوةً لكل المفكرين والمثقفين العرب في نظرة ٍ جديدة لبناء التأصيل الفكري على ثوابت لاتخرج عن ميزان الثوابت الانسانية القائمة على "حب الارض" و"التضحية من أجلها" لان هذه الروح العربية ستفقد كرامتها ان فقدت الاحساس بالاوطان .

الاثنين، أكتوبر 22، 2007

" لحظة تأمل "

" لحظة تأمل "
منذ أن انطلقت ثورة المعلومات والمواطن العربي يحاول أن يجد له قدماًُ على طاولة التغير والتطور وخصوصاً المواطن الذي فهم لعبة المستقبل وأدرك مايكتنف هذا السيل الممتد في عالم المتحكم فيه هو العولمة واثبات الذات في فرض الوجود بشتى أنواعه سواءً على مستوى الجوانب التكنولوجية أو الابداعية المهنية أو التنمية المستدامة لأنها تمثل المسمى الاخر للدول النامية والمنتجة ، غير أن الكثير من العوائق لاتزال تقف عقبة كؤود في طريق الكثير من الفئات الشبابية خصوصاً والتي قطعت شوطاً في العلم والابداع بما يمثل جيلاً تواقاً وحالماً بأن يكون في مصف هذه الانتاجات الضخمة للشعوب الأخرى .
قد يكون بعض مايعترض هذه الفئات هو الحالة المعيشية التي تفرض واقعاً خاصاً يصعب التخلص منه بسبب تكاثر المسؤوليات وتعددها على المستوى العائلي الشخصي وعلى مستوى الرغبة في مواصلة الطريق لأكمال الدارسة والنهوض بالذات وربما يقول قائل ان هذه الحالة ليست فقط في أوطاننا العربية وانما مشكلة عالمية ، بينما الواقع يقول غير ذلك ، حيث أن الدول العربية وفائض انتاجها يسمح بأن يكون لهذه الجوانب استراتيجية مالية ودخل مستقر وثابت بحيث تتميز عن الدول الفقيرة وهذه على المدى البعيد ستعكس مقدار الابداع العربي والعقول العربية التي بدل أن تكون خارج بلاد العرب في داخلها .
هناك بعض الدول الآن خطت مراحل جيدة لتغيير هذا الخلل في الواقع العربي حينما رأت كيف أن العولمة وتداعياتها في العالم أحدثت ثقباً يفوق ثقب "الأوزون" في الشباب العربي المتعلم والطامح لأيجاد أرضية له على مسرح الحياة العربية الحضارية .
ليس من المستبعد أن نكون آخر من يعرف المستقبل مع أنا أول من وضع قواعده وأسسه في مرحل متقدمة من القرون الماضية ، انما اشتغل الآخرون بالمعرفة وطوروها وأوجدوا لها جواً يسمح بأن تنطلق رغم كل شيء .
الحاجة ملحة الآن لأن تنطلق المئات من الدراسات في المعاهد العربية ومراكز الدراسات لتشكل ملمحاً واضحاً لدى مراكز القرار واصحاب الرأي .