الأربعاء، نوفمبر 09، 2005

الكابوس ... قصدي الشيطان

في كل مساء ٍ تنبعث رائحة الارق ، وتتجمع كوابيس الهم ، وتنقدح ذكريات الوجع ، فحيناً يخترق الصحو الروحي ذلك الكابوس الجاثم على صدور العالم وله صورة مرتسمة على عين كل محروم ومستضعف ، وشكل هذا الكابوس يزداد بشاعةً يوماً بعد يوم واسبوعاً بعد أسبوع وعاماً بعد عام ، ولا أدري لماذا نراه بتشنج ٍ وضغينة ٍ لا يستطيع الأريب أن يصفها ولا الشاعر أن يستشعرها ولا الرسام أن يتصورها بريشته ......

أحياناً تتصوره حين تجوع وغيرك يأكل ويشبع مالذ وطاب ، وأحياناً تتخليه حين تذهب لمجع ٍ تحتويه كل الاشياء والمستلزمات فلاتستطيع أن تشتري شيئاً مما يرغب أولادك في اقتنائه وشراءه ، لا أدري هل العيب فينا نحن ! أم أن انه قد سيطر وبرمج وغير كل أنظمة الكون الطبيعية لتكون ضدي ، ولا أعلم سبيلاً للخلاص غير قول (الله كريم) بعد أن عجزت كل المحاولات لثنيه عن تصميمه بتحطيمي وطمس أحلامي وتحطيم قدراتي في مواجهة مصاعب الحياة التي تزداد يوماًً بعد يوم ، وحتى في أيام الانفراج النفسي وحين تأخذك لحظات السعادة مع الاحبة والخلان ، تشعر به وهو يهددك ليوم غد بزيادة الضغط عليك وكبت جماح حريتك وانطلاقك في الحياة ....

لا اشعر أبداً بأنه انسان كالاخرين ، ولا أعرف طريقاً يوصلني لكنهه الغريب ، ونياته الشيطانية ، لكم يتمنى لو أنه دفنني وأنا حياً حتى يرتاح من طلباتي ومعارضتي الدائمة له ، ومماحكاتي التي لاتنتهي لاستعادة حقي واسترجاع ماسلبه طوال هذه السنين وماسببه لي من نفي في أعتى سراديب الدنيا فيما سمعت وأقسى مواقع العذاب فيما رأيت ولكم تمنيت وتمنى الكثيرون لو أن طيفه (المؤذي) والمقزز أن يخفت يوماً ما ، وهل سيكون هو آخر الشياطين التي عانى ويعاني منها الشعب طيلة 60 عاماً من الحرمان والقهر ....

أعرف بالتأكيد أنكم عرفتم من أقصد في كلامي هذا لأنه كما يقولون (نار على علم) أنه ........