السبت، يونيو 07، 2008

ريشتها


لما استدرات تنقش الحزن رخيا
يدها الميساء لاتعرف شيا
عينها اطلالةٌ ليلية ٌ
في ارتخاء النجم ترتد مليا
مازجت ألوانها لهو صباها
ثرة الروح لتحيا
مالديها خلته يوماً لديا
هي ليست كالصبايا غارقات
ترسم الخطة حتى في السكات
وترى الدنيا بريئة
ان تعدينا الخطيئة
وحريٌ أن ترى ريشتها الحب شهيا
حين تغفو مثلما الزهر نديا
تتحوى
تتأجح
في نوادي السحر تمرح
ثم لاتبرح تنزح
في قصاصات يداها تتفيا



الجمعة، يونيو 06، 2008



لطالما استفزني نهمي

وأوردني النار السلفى

النار لكفري حين تعشق قلبي طيفك

وأشعل في سحبي مطر النشوة

لو تدرين بوخز الأه على سكري

كلي منفصلٌ عن أجزائي

بعضي منكفيءٌ في كلي

لاتعرف أضدادي الاشياء

ولماذا هذا السُكرُ ؟

لكل شوارد ذهني تنقدح الاسماء

للدنيا سقمٌ لا ينفذ من وجعي

كم سامرني ؟

كم ضاجع انفاسي زمناً ؟

صرنا لانعرف غير سوانا

نستبق الدمع على بلا أنباء .

الثلاثاء، يونيو 03، 2008

في ذكرى النكية


ليس غريباً على المثقفين الذين انتفخت عقولهم بعوالم "الاثنولوجيا" حين يحاولون في كتاباتهم أن يتعرفوا على الحضارات الاخرى ويحللو كيفية انتقال الحياة المتجددة لديهم وكيف مارسوا أدواراً عديدة حتى وصلو الى ماهو عليه الآن ويسقطوها على واقع معين ، في زمن آخر ، بأدوات أخرى ، والغريب أن بعضهم يصل الى درجة الاستعلاء في الفهم الحضاري ولذلك يلجأون الى بعض الشواهد الابستمولوجية في شرح بعض الظواهر المتعلقة بأصل هذا الواقع ومدى تأثيره على المجتمع .
ووصل بالبعض الى حالة الاحباط في معالجة الوقائع والاحداث السياسية بشكل خاص ، خصوصاً الى الذين صارو يدعون الى التخلي المطلق عن مبدأ القوة والبناء على مبدأ الحوار أولاً وأخيراً والى آخر نفس ، وكأنهم تناسوا كثيراً أن الانسان أحياناً لابد له من أن يكون قوياً وأن يكون محصناً من الاعداء والدخلاء على الهوية والتأريخ والتقاليد .
ان الدعوات "المتهرئة " التي تنفخ بالونات " التراجع والهدوء" أمام مخططات الاعداء الواقعيين والاعداء المفترضين في الواقع السياسي العربي ، انما هم يكرسون للمزيد من الفكر " السفسطائي" الذي ليس له وجود في الخارج وهم يتقمصون دور الانسان الاول الذي يفترض أن لايكون محشواً بالتفخيخ والعداء للآخر ، ثم يُرجعون الاسباب أحياناً للجهل الذي رافق الانسان البدائي مروراً بالاديان التي كرست لمباديء القتل والشر في المجتمع .
ان دعوة بعض " المتثاقفين العرب " وخصوصاً من يعيشون خارج الوطن ، كثيراً مايغردون خارج السرب حينما يريدون من الشعوب المضطهدة والتي أنهكها الاحتلال والاستعمار أن يجنحو للسلم والتراخي أمام ضربات المحتل والغاصب ويصورون الامر على انه "نهاية التاريخ" كما قال فوكوياما وأن الارادة العربية ليست بقادرة على الدخول في "مناورات " أو "مكابدات" مادامت لاتملك القدرة العسكرية التي تؤهلها لردع المحتل أو ايقاف طموحاته التوسعية على الاقل ، وأن أي محاولة لكسر أسنان هذا الوحش الهائج نوع من "اليوتوبيا" التي لايمكن أن تعود على صاحبها الا بالوهم والخسارة .
في ذكرى النكبة التي مر عليها 60 عاماً ، دخل المعكسر العربي المقاوم في عدة حروب واستطاع أن يحشد الشعوب العربية مع تعاون السلطات العربية الحاكمة والتي "بليت" بلاءاً حسناً في فترة من الزمن ، وحتى بعد النكسة التي حدثت للجيوش العربية في حزيران 1967 ، تلك التي حدثت لعدة اسباب ليس وارد ذكرها الان ، دخل العرب في معاهدات بدأت جديتها في اتفاق كامب ديفيد وتلاها بمبادرات وتنازلات ، اعقبتها انتفاضتين كانتا نتيجة الشعور بالذل وتراجع الدور الحواري والتفاوضي لتبدأ حركة الشعب والمقاومة من أجل تغيير مسارات التفاوض "ان كان هناك شريك يذكر" وبمجرد بدأت لغة " العقل والروية " تتفشى وتنتشر في زوايا الصحافة العربية ، استقوى العدو أكثر فأكثر لأنه تأكد أن وجوده " اللاشرعي " في بلد آمن اصبح ضرورة وحقيقة بسبب قوته وسلاحه النووي ، بينما يرى المواطن العربي والفلسطيني خصوصاً أن هناك الكثير من الخيارات التي تؤثر على وجود المحتل وأن تعاون السلطات العربية مع الحركات المقاومة هو نوع من التكامل والتوزان الذي يشكل " هماً ومنغصاً " لوجود المحتل في أرض ليست له .
المثقفون الجالسون في حانات الفودكا والمعتاشين على اموال ربما تكون أقرب الى جهات تدعمها سفارات ومنظمات تمول هذا النوع من الفكر وتشجع على تغلغل هذه الافكار في الوسط العربي ، خصوصاً انه يؤثر في التيارات التحررية التي لاترى الاوطان غير " أكلة" تشبعها وتعيش بها ولكنها ليست مستعدة أن تضحي من أجلها وهذا يمثل خطورة على تنامي الشعور بعدم الانتماء للوطن .
دعوةً لكل المفكرين والمثقفين العرب في نظرة ٍ جديدة لبناء التأصيل الفكري على ثوابت لاتخرج عن ميزان الثوابت الانسانية القائمة على "حب الارض" و"التضحية من أجلها" لان هذه الروح العربية ستفقد كرامتها ان فقدت الاحساس بالاوطان .